الكيزان يساومون الجيران.. ضغوطات من إيران لبناء قاعدة عسكرية في الحديقة الخلفية لـ مصر والعرب

 الكيزان يساومون الجيران.. ضغوطات من إيران لبناء قاعدة عسكرية في الحديقة الخلفية لـ مصر والعرب

الكيزان يساومون الجيران ضغوطات من إيران لبناء قاعدة عسكرية في الحديقة الخلفية لـ مصر والعرب

شنو نيوز (واشنطن)

في وقت بدأ الانقلابيون في السودان البحث عن أي مخرج للتسليح للانتصار على ميليشياتهم الدعم السريع، للتخلص منها، والبقاء في سدة الحكم مرة أخرى، كانت المسيرات الإيرانية تصل إلى الخرطوم، لتشكل تفوقا نوعيا أخر من تمدد الدعم السريع في العديد من المناطق، ومنها العاصمة الخرطوم.

ورغم عدم وضوح حقيقة الأمر في من المتقدم سواء في الخرطوم أو أمدرمان، في ظل الدعاية الإعلامية لكل طرف من أطراف الحرب، إلا أن الواضح أن الجيش في السودان بقيادة عبدالفتاح البرهان، بات يبحث عن أي تسليح لمعادلة الكفة التي خسرها في ضربات البداية من الدعم السريع.

ولأن إيران ظلت حليف فلول النظام البائد بقيادة الرئيس المخلوع عمر البشير، فإن الجيش بقيادة البرهان سرعان ما فتح معهم ومع تركيا تواصلا سريعا للحصول على المسيرات التي تعد ضربة قاصمة في المعركة في ظل اسقاط الدعم السريع للكثير من الطائرات الحربية المقاتلة وخسرانه قوات على الأرض.

ورغم التجاوب الإيراني في البداية بلا مقابل، إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال كشفت أخيرا عن رغبة إيران في تحقيق حلمها السابق في الحصول على قاعدة عسكرية في البحر الأحمر وتحديدا في بورتسودان، لتتمكن من البقاء في الحديقة الخلفية لمصر من ناحية والسيطرة على البحر الأحمر من ناحية أخرى، الأمر الذي يشكل تهديدا كبيرا للأمة العربية بأكملها، في ظل التمدد الإيراني في المنطقة، رغم عودة العلاقات السياسية والدبلوماسية معها، لكن توفير قاعدة عسكرية لها يعد خط أحمر للدول المجاورة التي ترى أنه سيكون سببا في نزاع اقليمي ودولي بتدخل عالمي بقيادة أمريكا الأمر الذي يشعل المنطقة، وهو أمر لا تفضله أي دولة مشاطئة للبحر الأحمر، خصوصا في ظل التمدد الحوثي والقلاقل التي يتسبب فيها حاليا في البحر الاحمر بمنع السفن وإغراق سفينة أخيرا.

ووفق وول ستريت جورنال فإن إيران عرضت على الجيش في السودان، المزيد من المسيرات، وسفينة حربية مزودة بقاعدة طائرات مروحية للاستعانة بها، على أن تسلمها الخرطوم قاعدة عسكرية مشاطئة في البحر الأحمر.

 

الصورة
سفينة حربية ايرانية (الصور من وول ستريت جورنال) 

 

وقال محمد في مقابلة: “قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية”. “لقد أرادوا أيضًا وضع سفن حربية هناك.” وقال إن الخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني لتجنب استعداء الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال محمد: “اشترى السودان طائرات بدون طيار من إيران لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي”.
الصورة
مسيرات إيرانية (الصور من وول ستريت جورنال) 
وساعدت الطائرات بدون طيار المتفجرة البرهان على عكس الخسائر التي تكبدها ضد قوات الدعم السريع، وفقًا لمسؤولين إقليميين ومحللين يتابعون القتال. وفي الأسابيع الأخيرة، استعادت الحكومة السيطرة على مناطق مهمة في الخرطوم وأم درمان، مدينتها التوأم عبر النيل.
وفي فبراير، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني. وقال جون جودفري، سفير الولايات المتحدة لدى السودان في ذلك الوقت، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم “مقلقة للغاية ومصدر قلق كبير بالنسبة لنا”.
الصورة
السفير الامريكي السابق (الصور من وول ستريت جورنال) 

ورغم أن تسريب مثل هذه الأخبار، رغم صحتها، يعد محاولة من الكيزان الذين يملكون مقاليد الحكم في السودان حاليا، بعدما سيطروا على كل النواحي الأمنية والعسكرية، بدافع الحرب ضد المتمردين، يعد محاولة منهم لمساومة جيران السودان خصوصا العرب في أنهم يقاومون ضغوطات إيرانية قوية لتسليحهم مقابل القاعدة العسكرية، مما يعني أنه لابد من تدخل عربي لتسليحهم بدلا من اللجوء لإيران، إلا أن الخبر نفسه يعد طمأنة لجيران السودان، أنهم رفضوا الطلب الإيراني ويجب العمل على مساعدتهم في الوقت الراهن للتخلص من الدعم السريع والبقاء في حكم السودان مرة أخرى، تحت غطاء الجيش.

ونقلت وول ستريت جورنال القول على لسان أحمد حسن محمد المستشار الاستخباراتي لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، إن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في قتاله.

وسبق أن عرضت روسيا نفس المطالب على حكومة الرئيس المخلوع البشير، وكذلك على البرهان، وكذلك عرضت تركيا نفس الأمر، ويعد شواطئ البحر الأحمر مطلبا ملحا لهذه القوى الأمر الذي سيشكل تهديدا واضحا للأمن القومي العربي.

المصدر: وكالات – وول ستريت جورنال (الصور من وول ستريت جورنال)

الكيزان يساومون الجيران ضغوطات من إيران لبناء قاعدة عسكرية في الحديقة الخلفية لـ مصر والعرب

شنو نيوز