المجاعة تدق الأبواب

 المجاعة تدق الأبواب

المجاعة تدق الأبواب

المجاعة تدق الأبواب

 شنو نيوز (الخرطوم)

كتب: صلاح جلال

الزملاء والأصدقاء في منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعا لدعوتي للمشاركة في هذا المنبر الحيوي والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التي ترفض الحرب وتعمل على وقفها، وأشكر لكم جمعيا وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لاستنهاض همتكم لنعمل سويا في التعبئة والحشد والاستنفار الحميد، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التي أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين واستباحت أعراضهم، لا يجب علينا استغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من أجل التحشيد لمزيد من الحرب، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذي ينتج الانتهاكات، وبحشد كل الناس في صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لا بد من أن تنتهي على طاولة مفاوضات هذه سنة الحياة وتجارب التاريخ.

الزملاء الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول إنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة للتشبه آخر مجاعة ونقص حاد في الطعام كالتي حدثت في العام ١٩٨٣ م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التي أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدي لوجود شعب السودان على قيد الحياة، كلام جد ليست تهويلا وخطرا حقيقيا لا يحتمل الاستخفاف أو التأجيل، لا يمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدني كبير لمواجهة السبب الذي قادنا للمجاعة وهي الحرب الراهنة وتحلل الدولة.

لا بد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدني جاد للضغط على طرفي الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فورا، بالاصطفاف المدني في كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب، لا بد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج في كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفوري للحرب، لابد من العمل المنظم في الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامنا مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج، الصمت ليس خيارا وهو الدفع نحو الهاوية، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت، الحياة أصبحت مستحيلة، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥ % من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء وحوالي ٢٥ مليون نسمة لا يملكون وجبة يومية بانتظام، منهم الآن ٥ ملايين في حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ ملايين طفل، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافي والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة، وانقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل

مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال في معسكرات النزوح يموتون يوميا بالعشرات، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موتا مجانيا في معسكرات اللجوء والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لا يحتمل السكوت أو الإبطاء.

بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم ما زالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية.

وقيادات الدعم السريع كذلك، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادي صاحب المصلحة الحقيقية في وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوتا من لأصوت لهم، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم في تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم في المدارس والمشافي الخاصة جاهزة لاستقبالهم في أي طوارئ صحية.

ختامه

الزملاء والزميلات يجب علينا الآن النهوض والاستنفار في الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فورا بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجب ما تيسر، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل، ومن ثم الشروع في عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدني الديمقراطي الذي تقوده القوى المدنية، ويجبر طرفا الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسي والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة، لتبدأ بلادنا سطرا جديدا في مسار التقدم والاستقرار والازدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة في الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال، وهو مطلب الشعب.

لقد قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب لأخير في أمر جلل أبرم من غير شورى، لقد وجدنا أنفسنا في حرب لم نستشر في إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فورا نقطة سطر جديد.

المصدر: التغيير

المجاعة تدق الأبواب

شنو نيوز